الجمعة، 2 مارس 2012

بحث علمي قصير عن : عسر القراءة أو صعوبات القراءة

بسم الله الرحمن الرحيم

بحث علمي قصير عن :  عسر القراءة أو صعوبات القراءة



المقدمة
يعد موضوع صعوبات التعلم Learning Disabilities من الموضوعات التي شغلت اهتمام الباحثين والعلماء في مجال علم النفس بصفة عامة وعلم النفس التربوي و الصحة النفسية بصفة خاصة، وقد تزايد هذا الاهتمام بوجه خاص مع منتصف الستينات وبداية السبعينات في القرن العشرين الميلادي ، وامتد البحث في هذا الموضوع إلى عدة فروع أخرى من العلم مثل الطب النفسي والعصبي والتوجيه والإرشاد النفسي، والصحة النفسية، ومجال ذوى الاحتياجات الخاصة، أو ما كان يشار إليهم منذ فترة قريبة بذوي الإعاقات الخاصة، والمعوقين.  ومع تقدم البحث في هذا الموضوع الحيوي، وانتشار مراكز البحث والمؤسسات المتخصصة في دراسة وعلاج حالات صعوبات التعلم من الجوانب المختلفة خفت حدة الخوف والقلق لدى أصحاب هذه الصعوبات وذويهم والقائمين على تربية ورعاية هذه الفئات.
( الشرقاوي , 2002م , ص : 14)
مفهوم صعوبات التعلم :
سوء الأداء الدراسي من المشاكل الهامة التي تواجه بعض الآسر التي تطمع أن يكون أبناؤها من المتفوقين -  وهناك عدة أسباب لسوء الأداء الدراسي للأطفال والمراهقين - فالبعض قد يكون لديهم مشاكل أسرية أو عاطفية- بينما عند البعض الآخر يكون سبب الاضطراب أساسا في المجتمع الذي يعيشون فيه أو في المدرسة أو في شلة الأصدقاء - وهناك فئة أخرى يكون سبب سوء الأداء الدراسي أساسا بسبب انخفاض معدل الذكاء لديهم.( أبو العزايم , 2002م , ص : 21)
و تعرف صعوبات التعلم  أيضا بأنها تشتمل على تصنيفات فرعية تتضمن التأخر الدراسي، Retardation  والتربية الخاصة، Special education والقصور العصبي،  Neurological Impairment لمتغير مميز أو لسبب آخر، أو أن هذا المصطلح يتضمن أو يعنى جميع الخصائص التي تتضمنها المحاور السابقة.
                                  ( بدوي , 1986م , ص : 205)
 تعريف صعوبات القراءة الخاصة  ( (Specific reading disability
تعريف قسم التربية والعلوم (The department of Education and Science, in the Tizard Report 1972) والذي استخدم في مصطلح صعوبات القراءة الخاصة لوصف الصعوبات التي تواجهها مجموعة من الأطفال الذين تقع قدراتهم في القراءة في مستوى اقل من مستوى قدراتهم الأخرى  .
تعريف: ( Tizard and Whitmor 1970) حيث يعرفان الطفل ذو صعوبات القراءة الخاصة على انه ذلك الطفل الذي يقل مستوى القراءة لديه بمقدار سنتين وأربعة شهور عن المستوى المتوقع له بالنسبة لعمره أو لمستوى ذكائه.
   و الطفل ذو صعوبة تعلم القراءة هو ذلك الطفل الذي يقع مستوى أدائه في اختبار الغلق باستخدام مؤشرات السياق Contextual Clues Test عند المئيني فأقل والذي تقع مدى درجاته الخام ما بين الدرجة (1) والدرجة (20) .
أنماط الصعوبات الخاصة بالقراءة:
تعد صعوبات القراءة من أكثر الموضوعات انتشاراً بين الطلبة ذوي الصعوبات التعليمية، حيث تتمثل هذه الصعوبات فيما يلي:1- حذف بعض الكلمات أو أجزاء من الكلمة المقروءة، فمثلاً عبارة ( سافرت بالطائرة ) قد يقرأها الطالب ( سافر بالطائرة ).
2- إضافة بعض الكلمات غير الموجودة في النص الأصلي إلى الجملة، أو بعض المقاطع أو الأحرف إلى الكلمة المقروءة فمثلاً كلمة ( سافرت بالطائرة ) قد يقرأها ( سافرت بالطائرة إلى أمريكا ).
3- إبدال بعض الكلمات بأخرى قد تحمل بعضاً من معناها، فمثلاً قد يقرأ كلمة (العالية) بدلاً من ( المرتفعة ) أو ( الطلاب ) بدلاً من ( التلاميذ ) أو أن يقرأ (حسام ولد شجاع ) وهكذا.
4- إعادة بعض الكلمات أكثر من مرة بدون أي مبرر .
5- قلب الأحرف وتبديلها، وهي من أهم الأخطاء الشائعة في صعوبات القراءة حيث يقرأ الطالب الكلمات أو المقاطع معكوسة، وكأنه يراها في المرآة: فقد يقرأ كلمة ( برد ) فيقول ( درب ) ويقرأ كلمة ( رز ) فيقول ( زر ) وأحياناً يخطئ في ترتيب أحرف الكلمة ، فقد يقرا كلمة ( الفت ) فيقول ( فتل ) وهكذا .
6- ضعف في التمييز بين الأحرف المتشابهة رسماً، والمختلفة لفظاً .
7-  ضعف في التمييز بين الأحرف المتشابهة لفظاً والمختلفة رسماً مثل : ( ك و ق ) أو (ت و د و ظ ض ) أو ( س و ز ) وهكذا ، وهذا الضعف في تميز الأحرف ينعكس بطبيعة الحال على قراءته للكلمات أو الجمل التي تتضمن مثل هذه الأحرف ، فهو قد يقرأ ( توت ) فيقول ( دود ) مثلاً وهكذا.
8- ضعف في التمييز بين أحرف العلة فقد يقرأ كلمة ( فول ) فيقول : فيل. 9- صعوبة في تتبع مكان الوصول في القراءة وازدياد حيرته، وارتباكه عند الانتقال من نهاية السطر إلى بداية السطر الذي يليه أثناء القراءة.
10- قراءة الجملة بطريقة سريعة وغير واضحة.
11- قراءة الجملة بطريقة بطيئة كلمة/ كلمة.
أشكال صعوبات تعلم القراءة :
ويذكر أنه يمكن إجمال أشكال صعوبات تعلم القراءة بدراسته في أحد عشر شكلا أو نمطا أو نوعا لصعوبات تعلم القراءة كما يلي:
1-   صعوبة تمييز الكلمات البصرية
2-   صعوبة تسمية الحروف.
3-   صعوبة الربط بين الحرف وصوته
4-   صعوبة التوصيل بين الحروف والكلمات
5-   صعوبة تحليل الكلمات الجديدة .
6-   صعوبة القدرة على دمج الوحدات الصوتية للكلمة
7-   صعوبة نطق الوحدات الصوتية.
8-   صعوبة التمييز السمعي   
9-   صعوبة نطق المقاطع الصوتية للكلمات الغير ذات معنى:
10-                      صعوبة تتبع سلاسل الحروف من اليمين إلى اليسار
11-                     صعوبة الغلق باستخدام مؤشرات السياق
الخاتمة ( العـــــــــــــــلاج )
  أرى أن كل طفل له الحق في التعليم الذي يتناسب مع سنه وقدراته واستعداده الطبيعي، ولذلك فإن البرامج المدرسية يجب أن تعطى القالب الذي يتلاءم مع كل طفل ، وأن تهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من أسباب إعاقة عامة أو خاصة على التغلب عليها بقدر الإمكان ---- ولكن ذلك غير ممكن عمليا --- فضمن العائلة الواحدة من الصعب تلبية احتياجات طفلين أو ثلاثة يكون فارق السن بينهم صغيرا، كما أنه ليس بإمكان المدرسة أن تقدم برامج دراسية معينة لكل تلميذ، فمعظم البرامج التربوية توضع وتدار نظريا حسب المستوى العادي للأطفال في سن معينة، مما يجعل نسبة كبيرة من الأطفال تعانى من الملل والتخبط والتعثر، على الأقل في بعض المجالات في مراحل معينة من حياتهم ، فالصعوبات المتعلقة بعملية التعليم في المدرسة لا تعزى بأية حال إلى عدم القدرة على التعلم فالعديد منها سببه (لفترة مؤقتة) عدم التكافؤ بين توقعات المدرسة أو الفصل ، وسن الطفل واهتماماته،  وعدد كبير من صعوبات التعلم لا يعكس مشاكل عقلانية ولا علاقة لها بالمقدرة على المعرفة بل مشاكل عاطفية أو اجتماعية تعيق عملية التعلم---  فالطفل غير السعيد أو القلق أو المهموم لا يمكنه التعلم بسهولة وبلذة سواء كان شعوره بالتعاسة سببه المدرسة أو البيت ---  وفى بعض الأحيان يكون لبعض المشاكل الاجتماعية التي تبدو صغيرة أثر كبير جدا على استيعاب الطفل لدروسه.
* البرنامج التعليمي الخاص
إن عمل برنامج تعليمي خاص هو الاختيار العلاجي المفيد للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة ويكون ذلك بالتعاون بين الأخصائي النفسي والمدرس والأسرة،  ويجب مراجعة هذا البرنامج كل عام لكن نضع في الاعتبار القدرات المناسبة الحالية للطفل وصعوبات التعلم التي يعاني منها
* تفهم الوالدين للمشكلة:
يجب على الآباء إن يتفهموا طبيعة مشاكل أبنائهم وان يساعدوا المدرسة في بناء برنامج علاجي لهؤلاء الأبناء بعيدا عن التوترات النفسية.. فمن الممكن لطفل يعاني من صعوبات التعلم أن يجد صعوبة في التقاط أو إلقاء الكرة --  بينما لا يجد أي صعوبة في السباحة ولذلك يجب على الآباء أن يفهموا هذه النقاط والمواضيع حتى يستطيعوا أن يقللوا من معاناة وقلق الأبناء ويزيدوا من فرص النجاح لديهم وعمل الصداقات وتنمية احترام الذات  
* التعاون بين المدرسة والعائلة :
إن العلاج الذي يؤثر على زيادة التحصيل الدراسي في المدرسة فقط لن يكتب له النجاح، لان إعاقات التعلم هي إعاقة تؤثر على الحياة ككل، ولذلك يجب أن يكون البرنامج شاملا لكل نواحي التعلم مع التركيز على عسر القراءة .
* التشخيص والتدخل المبكر :
يجب توخي الحذر بين التسرع في تشخيص عسر القراءة الذي يعرقل عملية التعلم ، وبين التأخر في تشخيصه، فالطفل الذي يرى أقرانه يتعلمون القراءة والكتابة بسهولة في حين يعجز هو عن ذلك---  فإن مركزه يتقهقر في الفصل--  وإذا تمت مضايقته أو تعنيفه أو عوامل بغطرسة بسبب غبائه أو عوقب بحجة رفضه محاولة تحسين نفسه ، فإنه سيشعر بقدر كبير من الارتياح عندما يفهم هو والأشخاص المقربين له أن هناك سببا مرضيا للصعوبات التي يواجهها. ومن ناحية أخرى فإن الطفل الذي تغلب بمفرده على صعوبات التعلم البسيطة أو الذي ترجع صعوبات التعلم عنده إلى وجود مشاكل اجتماعية فأنه يفقد الحافز على التحسن وتهتز صورته أمام نفسه إذا تم إظهاره على أنه مصاب بعسر القراءة أمام الناس ، وبالرغم من أن مساعدة الطفل المصاب بهذه الحالة تقع على عاتق الأخصائيين النفسيين ، فإن على الآباء تحديد إلى أي مدى وصلت درجة الإعاقة ، وفى أي فترة من فترات نمو الطفل بدأت تلك الإعاقة.
ما هو الهدف من البرنامج التعليمي؟
    إن هدف أي برنامج تعليمي للطفل المصاب بعسر القراءة -- كما هو الحال بالنسبة إلى أي طفل مصاب بعاهة-- هو مساعدته لكي يواصل بقدر الإمكان التعليم الذي يتلقاه أقرانه،  ومساعدته على تنمية أية مواهب أو مهارات خاصة به حتى تكون هناك جوانب في حياته اليومية يمكن أن يسعد لنبوغه فيها.
    إن التعليم العلاجي للقراءة والكتابة والحساب هو ملزم بالتأكيد ، لكن برامج المدرسة قد لا تكون مفيدة لبطيئى التعلم- فالطفل المصاب بعسر القراءة لا يستطيع تعلم القراءة والكتابة باستخدام الصوتيات مهما تم ذلك ببطء،  ولكل طفل على حدة وبدلا من ذلك ، يكون عليه حفظ دروسه عن ظهر قلب ، وإنهاك ذاكرته، يجب أن يتعلم الحروف الأبجدية ، كلا منها على حدة وبالتكرار، يجب أن بحفظ الكلمات عن ظهر قلب،  مع تلقينه مجموعات من الحروف التي تكون الكلمات وتكون بسيطة جدا في تكوينها، ويجب تكرار ذلك مرات عديدة إلى أن يعرف عن ظهر قلب أن هذه الكلمة تعنى - قطة- وأن تلك الكلمة -رجل- بدلا من استخدام مزيج من الذاكرة والصوتيات كما هي الحال عند معظم الأطفال الباقين.
    إن هذا النوع من التعلم يجب أن يتخذ شكل التمرين ، مع اختيار ما تعلمه الطفل حديثا باستمرار،  والتمرن على ما يعرفه من قبل ذلك، لأن الطفل المصاب بعسر القراءة يجد صعوبة فائقة في تذكر هذه الأشياء وهنا فإن كلمة (عمى الكلمات) التي كانت تستعمل قديما تصف هذه الحالة بدقة ----فمجرد حفظ كلمة - قطة-- لن يجعلها تثبت فى ذاكرته للأبد، إلا إذا تكررت على مسامعه باستمرار.
  ( أبو العزايم , 2002م , ص : 211)
       و لما كان على الطفل أن يتعلم الكتابة والتهجئة ، فقد يجد هنا صعوبة أكبر من تعلم القراءة فتشكيل كلماتها لن يكون مفهوماً--- وقد لا يكون لديه خط مميز سهل القراءة إطلاقاً--- كما ستكون تهجئته غريبة ، وستنقصه دائما  )معرفة الحروف) التي نستخدمها كي نتهجى ما هو جديد أو ما نسيناه من الكلمات ، فالطفل عليه هنا أن يتعلم المفردات بحفظها عن ظهر قلب أو بالتدرب عليها   . 
 ( كوافحة , 2004م , ص : 189) 
  و أعتقد أنه  إذا توفرت المساعدة المناسبة للأطفال المصابين بعسر القراءة مبكرا، فإن معظمهم يصبح في إمكانه القراءة   و أرى أنه بإمكان الطفل تعلم استعمال الكومبيوتر  حتى وهو في سن السادسة أو السابعة، مما سيريحه في النهاية من متاعب الكتابة ---  ففي بعض المدارس يمكن عمل ترتيبات للأطفال المصابين بعسر القراءة لكي يؤدوا الامتحان باستعمال الكومبيوتر لمواجهة مشكلة صعوبة الكتابة .

المراجع
1-   بدوي , أحمد زكي : معجم مصطلحات العوم الاجتماعية , ط2 , مكتبة لبنان , بيروت , 1986م .
2-   تيسير مفلح كوافحة : صعوبات التعلم و الخطة العلاجية المقترحة , دار مجدلاوي , عمان , 2004م .
3-   الشرقاوي , أنور محمد : صعوبات التعلم , كلية التربية ,  جامعة عين شمس , القاهرة , 2002م .
4-   محمود جمال أبو العزايم : اضطرابات العلم , مكتبة مدبولي , القاهرة , 2002م .

 البحث من إعداد : محمود طلبة محمد زغلي
ميت طريف , دكرنس, دقهلية , 2010م



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق