الأربعاء، 5 مارس 2014

الجريمة البيئية في ميت طريف ...ونحن نشرب من هذه المياه !!!

كان من بين أهم وسائل الترويح والترفيه عند أبناء ميت طريف في الماضي القريب أن يقوموا بالتمشية على ضفاف الترعة بداية من بعد العصر وحتى المساء ، ولم يكن ذلك مقصورا على فئة بعينها فكنا نرى الشباب والكبار و العائلات 





 و الصغار ، الجميع كان يستمتع بنزهة جميلة نظيفة أو جلسة هادئة على شاطئ الترعة يتنسموا الهواء العليل النقي مستمتعين بهدوء الليل وسكنه. لكن اليوم بات المرور بجوار الترعة مدعاة لأن يضع الإنسان إصبعيه على أنفه كاتما حتى لا يشم الروائح الكريهة المنبعثة من الترعة و يكاد يغمض عينيه حتى لا تتأذي من مناظر تلال القمامة والمخلفات الصلبة التي أصبحت جدرانا عالية على جانبي الطريق.


في كارثة بيئية خطيرة وفي غياب تام من جهود وزارة البيئة والجهات المعنية بالحفاظ على البيئة والصحة والمحليات... باتت الترعة هي موطن الأمراض ومصدر أساسي في نقل الأمراض المستحدثة والأوبئة الخطيرة إلى الناس, يوميا يلقي الناس بالآلاف من أكياس القمامة في الترعة , أغلب البيوت التي تطل على الترعة تصرف فيها عبر مجارير الصرف والتي تلوث المياه بصورة بالغة ، الحيوانات الميتة تلقى بالترعة , حتى صار لون المياه أسود و أخضر بسبب الطحالب والعوالق واختفت كل معالم الحياة فيها إلا من الميكروبات والجراثيم . 




ومع كل هذه المظاهر الخطيرة التي تلوث الترعة فإن محطة المياه تسحب المياه التي يتم ضخها للشرب من هذه المياه الملوثة !!! بعد القيام بعملية معالجة أقل ما توصف بها أنها بدائية!!! حتما ستكون معدلات الإصابة بالفشل الكلوي والكبدي وغيرها من الأمراض والأوبئة في قمتها!!!. 




لا شك أن ضعف الإمكانات و  ضعف مستوى الجهود الخاصة بجمع القمامة وعدم وجود البدائل تدفع الناس إلى إلقاء القمامة والمخلفات في الترعة وعلى الطرقات.
نأمل في ان نبحث عن حلول عملية للتخفيف من حدة هذه المشكلة البالغة الخطورة وندعو الجهات الرسمية المعنية إلى أن تقوم بدورها و تتحمل مسؤولياتها و أن تتخذ الاجراءات العاجلة التي تكفل وضع حد لتفاقم المشكلة وتخفف من آثارها السلبية على السكان وكل مظاهر الحياة في المنطقة .

محمود طلبه محمد زغلي (ميت طريف ، دكرنس ، دقهلية، شتاء 2014م)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق